منتديات ابن الطيب|برامج|ميلتيميديا|قصص|خدمات متنوعة
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة
إن موقعنا يوفر لك محيطا واسعا لمختلف الخدمات:الدراسة، الترفيه... والكثير
ونتشرف إدارة منتدى ابن الطيب بإنضمامك إلى عائتنا
يرجى منك التسجيل أو تسجيل الدخول إذا كنت مسجل لدينا مسبقا.
منتديات ابن الطيب|برامج|ميلتيميديا|قصص|خدمات متنوعة
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة
إن موقعنا يوفر لك محيطا واسعا لمختلف الخدمات:الدراسة، الترفيه... والكثير
ونتشرف إدارة منتدى ابن الطيب بإنضمامك إلى عائتنا
يرجى منك التسجيل أو تسجيل الدخول إذا كنت مسجل لدينا مسبقا.
منتديات ابن الطيب|برامج|ميلتيميديا|قصص|خدمات متنوعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ابن الطيب|برامج|ميلتيميديا|قصص|خدمات متنوعة

منتديات ابن الطيب|برامج|ميلتيميديا|قصص|خدمات متنوعة
 
الرئيسيةألعـــــ  فلاش ألعاب فلاشأحدث الصورالتسجيلدخول
                   

 

  الحلقة الثالثة من رواية "هـديــــــــل"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلمة و أفتخر

مسلمة و أفتخر


الجنس : انثى عدد المساهمات : 283
نقاط : 641
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/09/2010
العمر : 30

 الحلقة الثالثة من رواية "هـديــــــــل" Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الثالثة من رواية "هـديــــــــل"    الحلقة الثالثة من رواية "هـديــــــــل" Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:50 am


عند مستوى سقف الحديقة، بقايا من دموع الصباح تتمسك بأغصان الشجر، و رياحُ الفرقة تتسلل بين الأوراق الفتيّـة حاسمة في لحظات مترددة لوداع محتوم بين القطرة و الغصن، بين القطرة و خدِّ الورقة..، و مع تكرر المشهد يرتفع إيقاع الحفيف الجنائزي، مُعلنا أنَّ سقف الحديقة ليس بأحسن حال من أرضيتها.. من كرسيِّها الخشبي قبالة البحيرة.
اليوم، و قبل أن يتلاشى الصباح الربيعي و تنفرد الشمس بكبد السماء، تشاركت هديل و منال خارج أسوار الحديقة، خطواتهما المُتعثرة بحقائق الفراق، خطوات أنهكها حمل الوجع و ذاكرة و ملامح مزدوجة ؛ تصدّعت جدران الأولى من فصول المأساة و تلطّخت إشراقة الثانية بألوان الصفرة والشحوب.
بعدما طال شريط الصمت موكب الخطوات، همت بقطعه منال الطالبة بالفوج التحضيري لولوج " المعهد الأزرق " و ذلك بُعيد انعراجها و هديل اتجاه قلب المدينة، غير أن موسيقى هادئة انبعثت من هاتف هديل تولت هذه المهمة، و بتردد مريض عليه أن يعدل جلسته ترددت هديل في مناولة منال أوراق المذكرة التي ظلت تصونها بين ذراعيها،
و ما إن فعلت حتى ارتمت الريح الباردة في حضن تلك البقعة الدافئة من صدرها، تجاهلت هديل رعشة البرد التي لم تستطع صدَّها سريدتها الصوفية ذات اللون الأزرق الغامق بأطرافها الزهرية، و أخرجت هاتفها الخلوي من حقيبة الظهر الرياضية، التي تناسب لونها الزهري مع دبوس الشعر و الحذاء الرياضي، و أجابت بنبرةِ صوتٍ تمكّن منه التعب:

+ ألو! من معي ؟
ليجيبها صوت أنثوي تتلألأ منه الحيوية :
- صباح الخير هديل..
+ صباح الخير! لكن من معي ؟؟
و بصرامة أجابت المتـَّصِلة :
- معك المخابرات يا آنسة و أنت رهن الاعتقال !!
و تابع الصوت لكن هذه المرة بتذمر :
- ما بك هديل !؟ من غيري، أنا ندى !
و استدركت هديل معتذرة:
+ اعذريني ندى ، لم أنتبه للصوت، هل من خطب ؟
في هذه الأثناء و حيث بدا الحوار مسموعا ابتعدت منال خطوات عن هديل و هي تعّدل فستانها الأزرق الذي استباحته هباتُ الرياح ، تم اتكأت على الجدار الخارجي للحديقة حيث لم تسلم من نظرات المارة الذين اختلسوا النظر لصاحبة الحذاء الأبيض ذو الكعب العالي و الشعر الأشقر المتمايل مع الريح.
- يبدو لي من صوتك أن مزاجك سيئ اليوم، عموما أنا من تجب أن تسألك ما الخطب !
و أردفت باهتمام فضولي :
- ترى لما تغيّبتِ هذا الصباح عن المركز؟ ليست عادتك..!
و بتحفظ أجابت هديل:
+أمر طارئ حال بيني و بين حضوري.
- هكذا إذن أيتها الكتومة ، أمر طارئ! المهم، ما فاتك اليوم لم يكن تدريبا مُهمّـًا بل تم تحديد لائحة المقنعين الذين سيجتازون الامتحان النهائي و بعدها النظري للناجحين..
+ تقصدين امتحانات التخرج ؟
- بالضبط، و هي بعد أربعة أشهر من الآن و نحن ضمن اللائحة،
و أردفت بارتباك مفاجئ :
- معذرة هديل! أشقائي حضروا نكمل حين نلتقي، إلى اللقاء.
+ ندى!
- نعم!
+ شكرا لك..
أجابت ندى بصوت عادت له نبرة المشاكسة:
- واجب يا قناعنا الأبيض..، سلام.
+ مع السلامة.
حين أعادت الهاتف لحقيبتها، رفعت هديل رأسها اتجاه منال لكن سرعان ما ارتد بصرها بعنف لحظة ارتطامه بالموج الأزرق الذي هاج من نظرات منال المتسائلة بصرامة: من ندى؟
طأطأت هديل رأسها بعد أن طوت منال الخطوات التي كانت قد ابتعدتها قبلا و أعادت لها أوراق المذكرة التي حظت من جديد بحنان الذراعين و تابعتِ الفتاتان خطواتهما،
غير أن جُعبة منال سرعان ما انفجرت بسؤال قاس حين لم تحظى من هديل بغير الصمت:
- أخبريني هديل، من ندى هذه !؟ أتراها صديقة في السر ؟؟
تنهدت هديل توقظ فيها كبرياءً ذابل و أجابت و قد انفلتت من أهدابها دمعتين حارّتين:
+ لعل قلبي استشعر فراقكما فخان العهد بصديقة أخرى..!
كان رد هديل موقظا للحقيقة التي تناستها منال بسبب غيرة الصداقة التي امتزجت لحظة السؤال ببعض الأنانية،
فاستدركتْ منال بحياء :
- اعذريني هديل، فقد غفلتُ أني أنا الأخرى سأترككِ و مثلما سأغادر هذه المدينة قد أترك البلد،
تجرعت هديل الصدمة الثانية ككأس الخمر الأخيرة؛ خمر دموع تعتـّـقت بطول الوجع، خمر جراحٍ لم تخلو ترنيمة مسائية حزينة من احتساء نزيفها و الرقص على عزف أنينها..
و تمتمت هديل بصوت خافت كمن تكلّم نفسها:
+ كما لا أمل لعلاء بعودتك لا أمل لهديل بوصال صديقتيها..
صاحت لحظتها منال :
- هكذا إذن أيتها الصديقة الغامضة، من هذه الزاوية تنظرين!!
عموما أنا لن أعلق على ما قلتِ لأني أعلم مقدار الألم الذي تحسينه، و لكن، و من أجلك اسمعي منّي هذه الكلمات :
تابعت منال كلامها لكن برقة و حنان كبيرين :
- حاولي يا هديل حين يحل هذا المساء أن تتخلصي من أي جراح لربما لست أنا و صفاء أول محطـّاتها،
رجاءَ، و إن كان كلامي قد يبدو غريبا ،حاولي في صمت الليل أن تصرخي لطالما لم تستطع شفتيكِ أن تعاتب و تبوح علنا بالألم أو أن تشاركنا به أو حتىّ أن تعذرنا حين أفضنا كأسه..
صمتت منال لبرهة ثم تابعت و قد توقفت خطواتهما :
- جُلُّ ما أخشاه يا هديل أن يؤذيكِ صمتكِ هذا يوما ، فنفقد قلبا علّمنا أن نترك للمشاعر في قراراتنا مجالا و إن كنتُ و صفاء ،لحظة الجد، لم نخلص لدروس قلبك..
تبسّمت هديل لكلام منال و أجابت مغيّرتا مجرى الحديث تماما، كمن يستفيق من سكر الوجع صباحا ناسيا كم في المساء من دمع على الخدّ جرى:
+ ترى، ماذا عن عنوان سلمى ؟ ألن تمنحينيه إلا بالطلب ؟
لم تستطع منال لحظتها أن تستوعب أبعاد السؤال، لكنّها أخرجت بلا تباطؤ من حقيبتها البيضاء قلما و مزّقت ورقة من مذكرة صغيرة كتبت على صفحتها العنوان و رقم الهاتف و دسّت الوريقة الصغيرة في جيب تنورة هديل الجينز ذات اللون الأزرق الغامق حين لاحظت أن هديل لم تناولها يدها،
لحظتها بادرت هديل منال بسؤال يتمسّك بطيف الأمل المتلاشي كما يتلاشى نور الشمس بعد الغروب:
+ ألن تكملي دراستك معي بالفوج لنلتحق جميعنا بـ "المعهد الأزرق" ؟
أجابت منال بتردد عن هذا السؤال الذي تمنّت ألا تسأله هديل:
- الحقيقة،..لا، لن أكمل دراستي، نفس الشيء ينطبق أكيد على صفاء.
و بمحاولةِ منها لتجاهل غصة ألم طوّقت حلقها، علّقت هديل تنشد أملا مستقبليا:
+ إذن أرجو أن تلتقي كتاباتنا يوما على صفحات مجلّته !
قالت هذه العبارة ثم ركضت محررة أحد ذراعيها من عناق الأوراق ملوحة به لمنال،
ثم أدارت ظهرها تواري عنها دموعا كزخات المطر،
لتصرخ منال بصوت يحاول أن يلحق بها:
- ألن تودعيني !؟
أجاب صوت هديل المتباعد:
+ اعذريني منال، لا أحب الوداع..!
و في ركضها انفلت دبوس شعرها الزهري ليرتطم بالأرض، لحظتها تناولته منال معانقة إياه و هي تنظر لشعر هديل البني الناعم الذي تحررت خصلاته المتموجة من قبضة الحزن الغامض ليراقص الريح رقص أميرة غجرية هاربة من أن أشباح تريدها قربانا لأحد آلهة الإغريق..!!


إلـــــــى الحلقــــــــــــة القـادمــــــــــــــــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحلقة الثالثة من رواية "هـديــــــــل"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الحلقة لأولى من رواية " هديـــــــل"
» الحلقة الثانية من رواية " هـديـــــــل "
» العين تدمع مرتين الحلقة 27
» العين تدمع مرتين الحلقة 11
» العين تدمع مرتين الحلقة 9

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابن الطيب|برامج|ميلتيميديا|قصص|خدمات متنوعة :: القسم الترفيهي ::  منتدى القصص-
انتقل الى: