حان وقت العشاء .جلس افراد الأسرة إلى المائدة كلهم ما عدى الوالد الذي إتصل مخبرا أنه سيتأخر قليلا ..تحلقوا حول المائدة ..يتناولون الطعام ..يتبادلون أطراف الحديث..يشاهدون نشرة الأخبار ..فهذا ساكت مهتم بملئ معدته وذاك يلاعب أخاه ,وتلك تتحدث وتضحك..
هذا حال اسرة مكونة من عشر افراد تسكن شقة بغرفتين حتى الديكور فهو ليس منم النوع الذي يحسد عليه..عند الدخول لغرفة الإستقبال تجد أمام الباب مباشرة طاولة مبعثرة عليها الكتب والأوراق الكثيرة ..كيف لا وكل الأبناء يدرسون سواءا في المدارس أوالثانويات أو الجامعات
الأثاث غير مرتب الأوراق متناثرة على الأرض ..فوضى تعم المكان فالفصل فصل إختبارات ولا وقت للترتيب والأم وحدها لا تستطيع ان تقوم بكل العمل وحدها ..بل عليها أن تنتظر عطلة نهاية الأسبوع لتساعدها بناتها الخمسة ..فجأة رن جرس الهاتف ..توقفت الأيدي عن رفع الملاعق وخيم صمت ثقيل على المكان ..هرعت الأم للهاتف عرفت المتكلم بقيت تستمع الحجيث بإمعان..إمتقع لون وجهها ..توقفت عن الحركةبقيت واقفة ..أقفلت الخط ارتمت على أقرب المقاعد الأبناء يسألون ..من المتكلم من المتحدث ,سكتت لم تدر ما تقول ..كيف تخبرهم بأن ..حسنا حسمت أمرها فعاجلا أم آجلا سيعرفون ..حسنا اخبرتهم بقيت تمهد وتمهد تكلمت أخيرا وما إن سكتت حدث خطير لمرة اخرى صوت سيارات ورجال يتحركون بسرعة طرقات على الباب متواصلة وعنيفة
_من ؟؟
_افتحوا درك......
كان وقع الكلمة شديدا على الأم وصغارها
..لم تدر ما تفعل كأنها صاعقة من السماءماذا تقول هل تفتح هل تصمت هل تحزن أم تفرح أم ماذا هل تنادي الجيران ؟؟؟.....تشوش فكرها لم تعد تعرف كيف تتصرف..اخيرا بعد ثواني فتحت الباب ...هرع رجال مقنعون للداخل ورشاشاتهم مصوبة للأولاد وهم مجتمعون حول مائدة العشاءالتي لم يتذوقو منها غير لقيمات..بقيت القلوب الصغيرة تخفق بشدة منتظرة ما مصيرها
مالذي حدث اين أبي من هؤلاء؟؟؟؟؟؟؟أسئلة كثيرة هربت للخيال تجمع الأولاد بجهة واحدة والرجال يفتشون الشقة ونبضات القلوب ترتفع إلى السماء .....يبحث الضابط بأدراج الخزانة ..غرفة النوم ..المطبخ..الحمام ..وحتى محافظ الأطفال لم تسلم قرأت كتب وقصص الأطفال ..تسارعت الأحداث وقلب الأم يخفق ودعواتها بصميم خاطرها بالسلامة ترحل للخالق في لحظاتها تلك ..مضت نصف ساعة غيرت مجرى اليوم انصرف الرجال تاركين وراءهم قلوبا ممزقة وأفكارا مشتتة وعيونا ملئ بالدموع وأبناءا يسألون :أين أبي؟؟
بقلم مروى