دور الاسرة في تكوين الابناء

من نافلة القول أنَ الأسرة من أهم عوامل التربية ، فالخبرة الأسرية هي أول وأهم الخبرات التي يمر بها الإنسان في حياته ، وربما يكون الدور الحاسم في تشكيل سلوك الإنسان وفي بناء شخصيته من القضايا القليلة التي لا يختلف بشأنها الاختصاصيون في الأوساط الاجتماعية والنفسية والتربوية ، والأسرة لا تشكل سلوك الفرد في مرحلة الطفولة المبكرة فحسب وإنما في مراحل النمو كلها ، لقد اتفق علماء النفس على تقسيم مراحل النمو عند الأطفال على النحو التالي:- مع بعض الفروق التي لا تؤثر في التقسيم ذاته -
1- مرحلة ما قبل الميلاد ومدتها تسعة أشهر
2- مرحلة المهد منذ الميلاد حتى نهاية السنة الثانية
3- مرحلة الطفولة المبكرة من سنتين إلى نهاية السنة الخامسة وتقابل مرحلة الحضانة
4- مرحلة الطفولة الوسطى وتمتد من سن السادسة إلى التاسعة ، وتقابل الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية
يظهر هذا التقسيم أن الأطفال لا يشكلون جمهوراً متجانساً بل يختلفون باختلاف أطوار نموهم وكما تقول د . سناء الخولي في كتابها " الأسرة والحياة العائلية " فالأسرة هي نظام اجتماعي رئيسي لشكل وجود المجتمع ومصدر الأخلاق فيه يؤكد جليك وكسلر ذلك فيشيران إلى أن مؤسسة الأسرة هي الوحدة الأساس في كل المجتمعات بصرف النظر عن الفروق الثقافية ، فالأسرة لا تعمل على تلبية الحاجات الأولية للفرد من طعام ومأوى وملبس فحسب ولكنها تلبي حاجاته الإنسانية الأخرى كالحاجة للحب والانتماء والعناية بالصحة والعقل والسلوك ، وتنتقل من جيل إلى جيل التقاليد والقيم الثقافية والروحية والأخلاقية .